في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. لاجئون يمنعهم السياج ونازحون ينامون في العراء

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. لاجئون يمنعهم السياج ونازحون ينامون في العراء

 

تحل الذكرى الـ73 لإقرار الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هذا العام في ظل معاناة آلاف اللاجئين على الحدود، وآلاف النازحين، الذين يبيتون في العراء.

 

ورغم إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليكون وثيقة أممية تضمن حقوق الإنسان وكرامته وتحميهما، إلا أن حقوق الإنسان لا تزال تنتهك في بلدان ومناطق كثيرة، وكرامته تتعرض للإهانة في بلدان أخرى، بل يصل الحد إلى التعذيب والقتل، لمجرد رغبته في التعبير عن رأيه، والمطالبة بحقوقه الإنسانية الطبيعية، وهناك من يفر بروحه وبأسرته هرباً من آلة الحرب المدمرة.

 

ويقف اللاجئون في عدة مناطق بالعالم على الحدود، باحثين عن حياة أفضل أو فارين من معارك دموية، تحول بينهم وبين أمانيهم سياجات أغلقت بها الدول الأخرى حدودها رافضة استقبالهم، فيما ينام النازحون في العراء ينتظرون المساعدات، والأغطية والبطاطين لتقيهم برودة الجو القارس وتحميهم من المعاناة والمرض.

 

شتاء قارس

 

في الوطن العربي هناك ملايين السوريين الذين اضطروا للرحيل عن بلادهم بسبب الحرب، وكذلك الصراع في جنوب السودان الذي أدى لهجرة العديد من سكانها ومجموعات أخرى من المضطهدين والأقليات حول العالم مثل مسلمي الروهينغا في ميانمار وأقليات الإيغور في الصين وغيرهم.

 

ويتعرض ملايين اللاجئين في المعسكرات بالشرق الأوسط وأوروبا كل عام لمعركة عاتية مع الشتاء والتأثيرات المضرة من فيضانات وأمطار وأحيانا ثلوج.

 

 

فرار من القتل

 

في بنغلاديش والهند وتايلاند وماليزيا، وإندونيسيا، يعيش اللاجئون الروهينجا المعدمون اعتماداً على المساعدات الإنسانية من الدول التي يعيشون فيها ومؤسسات الإغاثة المحلية والدولية، وتتهم منظمات، مثل منظمة العفو الدولية، الحكومة البورمية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية و”التطهير العرقي”.

 

وتواصِل أفواج المشردين الروهينجيين اللجوء نحو حدود بنغلاديش طلباً للأمان، بعدما فقدوا منازلهم وممتلكاتهم والمئات من ذويهم جراء ملاحقة الجيش الميانماري لهم بإطلاق الرصاص عليهم.

 

وأدى التدفق المستمر لمسلمي الروهينجا إلى بنغلاديش عقب العنف الطائفي الذي يتعرضون له إلى امتلاء كل المخيمات.

 

وفي وقت سابق، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 73 ألفاً من الروهينغا فروا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات.

 

 

معسكرات للاجئين

 

وفي السودان، أعلنت حكومة ولاية القضارف (شرق البلاد)، موافقتها على فتح معسكرين إضافيين في منطقتي الفاو والسوكي لإيواء أعداد جديدة من اللاجئين الإثيوبيين.

 

ونقلت وكالة أنباء السودان (سونا) عن رئيس خدمة طوارئ إسكان اللاجئين في ولاية القضارف، الفاتح المقدم، قوله إن فتح المعسكرين الجديدين يأتي ضمن الخطة الموضوعة من معتمدية اللاجئين بعد التداعيات الأخيرة في إثيوبيا.

 

وتشير تقارير إلى أن توافد اللاجئين الإثيوبيين بكثافة قد يؤدي إلى خلق أزمة اقتصادية في السودان، الذي يعاني بالفعل أزمات اقتصادية نتيجة التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الماضية.

 

نازحون في الكونغو

 

 

يعيش ما يصل إلى 75 ألف نازح -بمن في ذلك 35 ألف طفل- في مخيم “رو” وهو مخيم ناءٍ على قمة تل، يصعب الوصول إليه في مقاطعة إيتوري بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويواجهون ظروفًا قاسية بدون طعام ومأوى وحماية وأمن كافيين والصرف الصحي، وفقا لتحذير أصدرته “اليونيسف”.

 

 

ووفقاً لبيان نشرته “اليونيسف” على موقعها الرسمي، تضاعف حجم المخيم -الواقع في رو، على بعد 45 كيلومترًا شمال شرق العاصمة الإقليمية بونيا ولا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة طائرات الهليكوبتر- أربع مرات تقريبًا خلال الأسبوعين الماضيين.

 

 

نزوح آلاف اليمنيين

 

 

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، إن الوضع الإنساني في مأرب تدهور بشدة بسبب تصاعد الأعمال العدائية التي تشنها جماعة الحوثي.

 

يأتي ذلك التعليق الأممي على الأحداث الجارية في اليمن، في وقت لا تزال هجمات مليشيات الحوثي مستمرة على محافظة مأرب الواقعة شمال البلاد، في محاولات مضنية للسيطرة عليها.

 

وأشار المكتب الأممي، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، إلى نزوح أكثر من 45 ألف يمني من محافظة مأرب وحدها منذ شهر سبتمبر الماضي، مضيفاً أن الشركاء في تقديم المساعدات مستمرون في العمل على توفير الدعم اللازم للنازحين، بالرغم من التحديات المتعلقة بإمكانية الوصول لمخيمات النازحين، ونقص التمويل اللازم.

 

 

دعوات لحل الأزمة

 

دعت الصين، إلى التضامن الدولي بشأن قضية اللاجئين، ومواصلة الالتزام بروح الإنسانية وإجراء التعاون بنشاط وتعبئة الموارد من أجل توفير الحماية اللازمة للاجئين وفقا للقانون الدولي، حسبما ذكرت وكالة شينخوا.

 

وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جيون، إنه لا يزال العدد الإجمالي للاجئين والمشردين في العالم في ارتفاع، حيث وصل إلى أكثر من 82 مليوناً، وفقاً لإحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

 

ودعا مندوب الصين، المجتمع الدولي إلى مواصلة التزامه بروح الإنسانية، وإجراء التعاون بنشاط وتعبئة الموارد من أجل توفير الحماية اللازمة للاجئين، وفقاً للقانون الدولي.

 

وفي السياق، دعا البابا فرنسيس، إلى وضع حد “لغرق الحضارة”، متهماً أوروبا بأنها “تواصل المماطلة” في مواجهة تدفق المهاجرين و”تمزّقها الأنانية القومية”، بدلاً من أن تكون “محركاً للتضامن” في مسألة الهجرة.

 

جاء ذلك في خطاب مؤثر في مخيّم للمهاجرين في مافروفوني في ليسبوس باليونان، بعد 5 أعوام من زيارته الأولى إلى الجزيرة اليونانية التي تعد أحد رموز قضية الهجرة إلى أوروبا.

 

ومن جانبه، دعا نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، الدول الأوروبية لعدم اعتبار اللاجئين تهديدا أمنيا لها، وذلك على خلفية تفكير بعض الدول الأوروبية في إرسال قوات عسكرية إلى الحدود البولندية البيلاروسية.

 

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إنه من الحق السيادي لكل دولة أن تحدد كيفية تعاملها مع الأوضاع على حدودها، لكن أرغب أن أقول إنه لا يمكن أبدا اعتبار مجموعة من الأشخاص، اللاجئين، أنهم تهديد ولا سيما عندما نرى أنهم ليسوا قوة عسكرية.

 

ومن بين الجاليات المهاجرة يعيش في أوروبا نحو 9 ملايين مهاجر تركي، فضلًا عن 5 ملايين مهاجر عربي، و5 ملايين مهاجر إفريقي، ومليونين أرمني ومليونين أمازيغي ومليون باكستاني.

 

وخلال جائحة كورونا، انخفضت معدلات تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى القارة الأوروبية عام 2020، فيما يُتوقع أن ترتفع هذه المعدلات مع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد كورونا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية